الأحد، 10 مارس 2013

مــرآة حيـاتي

أغمضــت عينــي وركضــت سريعــا لا أعلم الى أين سأصــل ولكنــي فــي قرارة نفسي اود الوصول الى ذاك المكان الذي سأعلم منه من أنــا.
حاولت ان ألتقط انفاسي وعندمــا فتحــت عينــي بحــذر رأيت امــامي المــرآة ولكــني لست أنظــر الــى نفســي هنــاك العديد من النساء يقفن أمــامي وكــل منهم تحمــل شئ مـا تود أن تخبرني به فما كان منــي الا النظر والاستمــاع.
بــدت الاولــى صغيـرة مرحة تقفز بفرحة صاحبة ضفيرتين وعينين بريئتين تلخص العالم في ألعابها وسريرها الذي تأوي اليه عند التعـب ابتسمت لي وركضت بعيداً وأشــارت بأصبعها الى فتاة تجلس وحيدة تحت شجرة والحزن ينهمر من عينيها وأصبح شعرها بضفيرة واحدة , فصدمت لاني لا ارى تلك الفرحة والبهجة اللتي كانت في عينيها عندما كانت طفلة سألتها ما بك : فلم ترد بل أشــارت الى جمع من البنات يقفزن فرحة في زي مدرسي يحملن حقائب وبها علم وثقافة وفي طريقهم الى المدرسة سألتها وما يحزنكي في هذا ,, أجــابت : انني لا يمكنني أن اكون مثلها لان والدي يرى انه ليس من الضروري ان اكمل تعليمي.
سألتها ولمــاذا لم تتناقشي معه ؟!
أمسكت بيدي ومشينا طريقـاً ليس بطويل و اشارت الى فتاة في ريعان شبابها أطفأت دموعها جمالها  تجلس في غرفـة صغيـرة بعيداً عن الاعين تقدمت اليها وسألتها : لم كل هذا الحزن ؟ ولم كل هذا البكاء؟
أجابت بانكسار: بعد أيــام سيتم زفافي علـى شخـص لا أحبه ولا أعلمه ولكن أهلي يرون أنه الانسب الينا .
قاطعتها ؟! الينا ؟! انتي فقط من ستتزوجني وتمكلين الحق في أن تختاري شريك حياتك.
ابتسمت ابتسامة ساخرة وقالت بعدهـا: ده في الاحلام بس. وجففت دموعها بيدها و قالت لي تعال معي .
ذهبت معها لارى منزل كبير كان هو منزل زوجها .
رأيت بداخله أم وزوجة انطفئ ريعان شبابها خلف جدران الخدمة والاذلال فزوجها لم يكمل تعليمه هو الاخر و يرى أن المراة وظيفتها الوحيدة هي الخدمة في المنزل ورعاية أبنـائه و أن تنسى حقوقها.
وعندما سالتها أجــابت : طالما باكل وبشرب وولادي بخير يبقى الحمد لله .
وساد صمت ليس بطويل قاطعه صوت ضحكــة بريئة من طفلة صغيرة
أطللت من نافذة الغرفة وجدت طفلة بضفيرتين تشبه والدتها الى حد كبير .
فسألت والدتهــا هــل ستجعلين قصتها تشبه قصتك؟!
فانتفضت وصرخت بالطبع لا. لاأريد ان ارى الانكســار في عينيها وأريد أن ارى عقلها كبيرا بالعلم الذي يحمله فتربي اجيالا يعلمون معنى الحياة ويقدرون امهم أريد أن أرى منها امرأة صاحبة رأي سديد نعم ليست جميع النساء في حيينا مثلي ولكني اعلم تماما ماذا يعني الذل عندما لا أملك ثقـافة تنير عقلي أو شهادة قد تنجيني من أي أذى . أريد لهـا حيـاة كريمـة مع رجــل متعلــم على نفس الدرجة من العلم والتفكير جامعي هو ,,وجامعية هي ليسعى كل منهما لدفع الاخر اكثر واكثر والى مراكز أعلى وينجبان أطفـال بعيدا عن اي صراع اطفال يحملون الثقافة والحرية والعلم والحياة,,,
لم تخلق المــرأة فقط لتخدم أو تربي هي نصف المجتمع لها رأيها وحقوقها وبأمكانها صنع المعجزات وتحقيق مايعجز الرجل عن تحقيقه في أغلب الاحيان.
انهمرت دموعي والان أرى في المرآه امرأة قد تشقق وجهها من الحزن وفجأة ظهرت فتاة في ريعان شبابها بجواري تمسح دموعي وتقبل رأسي نعم انها ابنتي هي الان من سيدات المجتمع تملك رأيها وتدافع عن كل النســاء اللواتي لا يملكن صوتا ليدافعون عن حقوقهم. 

أنــا امــرأة أملك حقي في الحياة _التعليم_ الحريــة_الحب_اختيار شريك حيـاتي_وقيــادة المجتمع _كــل أمــر يخصني. 

السبت، 9 مارس 2013

هـي و هــو

عنيدة,ذكية,صاحبة ابتسامة ساحرة,وعيون آسره القت بقلبها في صندوق واغلقته بسلاسل من الحديد وضعت عليه حارس لايرحم احدا ولطالما حاول الكثيرون الوصول اليه فلم يكن من نصيبهم الا مقابلة ذاك الحارس. لم تتغير حتى معه ولكن هو لم يكن كالاخرين فقد أثبت لها ذلك  فقد امتلك الشجاعة بأن يبوح بحبه لهـا وكلل ذلك بطلب الزواج منها وكان هو الوحيد الذي تمكن من اقناع الحارس ولهذا قام الحارس بفتح الصندوق بنفسه وتقديم قلبها له وهكذااصبحت تعشقه فتبَديــه علــى نفسهــا.
 وكــل شئ تمتلكــه قــد أصبح أكثــر روعـة بوجوده تحفــر صورتــه فــي كــل مكــان وتضــع قلبهــا اطــاراً له فان يومـا تكســرت الصــورة تهشم القلــب
فجــأة أصبحت حيــاتهــا مهمــة تلــك الحيــاة التي لم تكن تُعرها اي اهتمام تلك الحياة اللتي في بعض الاحيان قد تمنت انتهائها الان تدعو بأن يطيل الله في عمرهــا وهي تقبل خاتمــا قد نقــش بداخله حرف اسمها واسمه أحبت الحياة وتغيرت احلمهــا فقد كان يوما ما ضيفا على احلامها اما الان فهو محور حياتها تحلم بأن ترى أطفالا يحملون اسمه وصفاته روحه وحركــاته.
هــو  رجــل يعشقهــا الى حد المــوت ,يراها نصفه الثاني الذي سعى الى جعله معه يعلم كم هي عنيدة وقوية . ولا تقتنع بالكلام ويعلم ايضا ان خير الكلام الافعال لهذا نقش خاتما يحمل حرف اسمه واسمها.
في ذكرى زواجهما الخامس والعشرون نظرت الى الخاتم ورحلت الى زمن بعيد  . هو يعلم كم تهوى رائحة عطره فوضع منه واسترق النظر وجدها شاردة الفكر وحينما دخل قاطعها قائلا : بحـبك يا انسه تتجوزيني؟!
قد حمر وجهها خجلا وشعرت بأن جسدها يرتعش وقالت: نعم!! انته بتكلم مين؟!
فأجاب قائلاً: بكلمك انتي انتي مش شيفاني ببصلك؟!ها قولتي ايه؟
فأجابت:انته بتكلم مين كدة ,عموما لينا بيت ممكن اسمحلك تيجي . حاولت اخفاء تلك الابتسامة التي تعني الموافقة ولكنها لم تستطع .
فقال لها :يعني موافقة يعني لزمتها ايه اللماضة والمرمطة ,حد يزغرط ياجدعان هتجوز المجنونة العندية.
قال لها : ربع قرن واحنا قاطعته قائله :لاخر يوم في عمري هفضل بعشقك.
امسك بيدها و وضع في اصبعها خاتم وقد نقش به أحرف اسمه واسمها وأبنائهم.
ذكريـات تحييها لحظات ومواقف وصدف ولكن يبقى أجملها ذاك الذي يبدأ بصدفة او بموقف ما و يكمل معنا الى النهاية.
هي و هو أبطال قصة رائعة رجل احب ووعد ونفذ وامرأة أحبــت وعشقت ولم تتخلى .