مــرآة حيـاتي
أغمضــت عينــي وركضــت سريعــا لا أعلم الى أين سأصــل ولكنــي فــي قرارة نفسي اود الوصول الى ذاك المكان الذي سأعلم منه من أنــا.
حاولت ان ألتقط انفاسي وعندمــا فتحــت عينــي بحــذر رأيت امــامي المــرآة ولكــني لست أنظــر الــى نفســي هنــاك العديد من النساء يقفن أمــامي وكــل منهم تحمــل شئ مـا تود أن تخبرني به فما كان منــي الا النظر والاستمــاع.
بــدت الاولــى صغيـرة مرحة تقفز بفرحة صاحبة ضفيرتين وعينين بريئتين تلخص العالم في ألعابها وسريرها الذي تأوي اليه عند التعـب ابتسمت لي وركضت بعيداً وأشــارت بأصبعها الى فتاة تجلس وحيدة تحت شجرة والحزن ينهمر من عينيها وأصبح شعرها بضفيرة واحدة , فصدمت لاني لا ارى تلك الفرحة والبهجة اللتي كانت في عينيها عندما كانت طفلة سألتها ما بك : فلم ترد بل أشــارت الى جمع من البنات يقفزن فرحة في زي مدرسي يحملن حقائب وبها علم وثقافة وفي طريقهم الى المدرسة سألتها وما يحزنكي في هذا ,, أجــابت : انني لا يمكنني أن اكون مثلها لان والدي يرى انه ليس من الضروري ان اكمل تعليمي.
سألتها ولمــاذا لم تتناقشي معه ؟!
أمسكت بيدي ومشينا طريقـاً ليس بطويل و اشارت الى فتاة في ريعان شبابها أطفأت دموعها جمالها تجلس في غرفـة صغيـرة بعيداً عن الاعين تقدمت اليها وسألتها : لم كل هذا الحزن ؟ ولم كل هذا البكاء؟
أجابت بانكسار: بعد أيــام سيتم زفافي علـى شخـص لا أحبه ولا أعلمه ولكن أهلي يرون أنه الانسب الينا .
قاطعتها ؟! الينا ؟! انتي فقط من ستتزوجني وتمكلين الحق في أن تختاري شريك حياتك.
ابتسمت ابتسامة ساخرة وقالت بعدهـا: ده في الاحلام بس. وجففت دموعها بيدها و قالت لي تعال معي .
ذهبت معها لارى منزل كبير كان هو منزل زوجها .
رأيت بداخله أم وزوجة انطفئ ريعان شبابها خلف جدران الخدمة والاذلال فزوجها لم يكمل تعليمه هو الاخر و يرى أن المراة وظيفتها الوحيدة هي الخدمة في المنزل ورعاية أبنـائه و أن تنسى حقوقها.
وعندما سالتها أجــابت : طالما باكل وبشرب وولادي بخير يبقى الحمد لله .
وساد صمت ليس بطويل قاطعه صوت ضحكــة بريئة من طفلة صغيرة
أطللت من نافذة الغرفة وجدت طفلة بضفيرتين تشبه والدتها الى حد كبير .
فسألت والدتهــا هــل ستجعلين قصتها تشبه قصتك؟!
فانتفضت وصرخت بالطبع لا. لاأريد ان ارى الانكســار في عينيها وأريد أن ارى عقلها كبيرا بالعلم الذي يحمله فتربي اجيالا يعلمون معنى الحياة ويقدرون امهم أريد أن أرى منها امرأة صاحبة رأي سديد نعم ليست جميع النساء في حيينا مثلي ولكني اعلم تماما ماذا يعني الذل عندما لا أملك ثقـافة تنير عقلي أو شهادة قد تنجيني من أي أذى . أريد لهـا حيـاة كريمـة مع رجــل متعلــم على نفس الدرجة من العلم والتفكير جامعي هو ,,وجامعية هي ليسعى كل منهما لدفع الاخر اكثر واكثر والى مراكز أعلى وينجبان أطفـال بعيدا عن اي صراع اطفال يحملون الثقافة والحرية والعلم والحياة,,,
لم تخلق المــرأة فقط لتخدم أو تربي هي نصف المجتمع لها رأيها وحقوقها وبأمكانها صنع المعجزات وتحقيق مايعجز الرجل عن تحقيقه في أغلب الاحيان.
انهمرت دموعي والان أرى في المرآه امرأة قد تشقق وجهها من الحزن وفجأة ظهرت فتاة في ريعان شبابها بجواري تمسح دموعي وتقبل رأسي نعم انها ابنتي هي الان من سيدات المجتمع تملك رأيها وتدافع عن كل النســاء اللواتي لا يملكن صوتا ليدافعون عن حقوقهم.
أنــا امــرأة أملك حقي في الحياة _التعليم_ الحريــة_الحب_اختيار شريك حيـاتي_وقيــادة المجتمع _كــل أمــر يخصني.
القصة فى الوهلة الاولى تشدك اليها لاستكمالها ،
ردحذفكم انتى رائعة يا شيماء واسلوبك يتطور ...
المراءه ليس نص المجتمع فقط ولها حقوقها المشروعة فى العيش والحرية والتعلم والحب
بل أنها قد تُصنف على انها صانعة اجيالاً ،،
شكرا يامحمود والحمد لله انوا في رجالة شايفيين انوا ده الحقوق دي مش مكملات غير ضرورية لا هي لاوزم لا بد منها
ردحذف